الليالي البيضاء : هذا العمل نوع من أنواع الروايات العاطفية التي تتطرق إلى النفس البشرية فهي في مجملها قصة قصيرة تتضمن الكثير من المعاني والأفكار المختزنة في أعماق الكاتب والتي يعلم جيدا أنها موجودة بداخله متغلغلة في وجدانه، ولكن يعاني من جهله بها وعدم القدرة للوصول إليها، فهذه الرواية تعتبر بمثابة القارب الذي يعبر بنا إلى ما وراء الحلم وتوصلنا إلى ما نريد الوصول إليه.
تعرف على دوستويفسكي
من مواليد عام 1821 من أصول روسية من أشهر الكتاب والروائيين حول العالم، يتطرق في أغلب كتاباته للتعمق في النفس البشرية، بدأ مشوار حياته مولعا بالقراءة منذ صغره لكتاب روس وأجانب، تمتعت كتاباته ومؤلفاته بشهرة عالمية، حيث أصبحت أعماله من المصادر الهامة التي تلهم الكتاب والمفكرين.
الهدف من الكتاب
يهدف الكاتب من هذه الرواية تجسيد لأحداث الرواية حول شخصيتين رجل "مجهول الاسم" وامرأة تدعى " ناستنكا" أذن القدر لهم باللقاء ومقابلة بعضهم البعض ليقع "المجهول" في حبها، يكن كل منهما ملجأ للآخر، وتهدف أيضا إلى التطرق لشعور اليأس الذي يعاني منه كثير من الأشخاص ومحاولة الهروب منه، بالإضافة إلى محاولة إخفاء شعور الحب.
الفكرة وراء هذا الكتاب
تتناول الرواية فكرة الحديث عن الغرباء، اللقاء بهم والارتياح لهم والتحدث معهم، والذين كانوا يعيشون في منأى بعيد عن الناس ويعانون من العزلة والوحدة التي يعيشون فيها.
محتويات الكتاب
يسرد الكاتب في روايته التي تدور أحداثها في مدينة "بطرسبرغ" لمدة أربع أيام وتدور حول كلا من شخصية" الحالم" الذي عاش قرابة ثمان سنوات في هذه المدينة يعيش في منعزل عن العالم الذي يعيش فيه يذهب من منزله إلى عمله ومن عمله إلى منزله ليس لديه أصدقاء يترقب العلاقات الاجتماعية من بعيد دون التطرق إليها، يحكي الحالم انه في يوم من الأيام كان يتجول في طرقات المدينة ويلاحظ شيوع حالة من الهدوء التام تخيم على المدينة نظرا لمغادرة السكان لها ذاهبين للاستمتاع بالمصايف، وأثناء سيره يلتفت إلى المنازل سائما، فيوصف "الحالم" الليلة الأولى التي قضاها واصفا جمال هذه الليلة فيقول" أنها كانت هذه الليلة جميلة لا يرى مثل جمالها اليوم في أي يوم من الأيام السابقة حيث تتلألأ النجوم في السماء وتبلغ من الصفاء ما يجبر الإنسان رغم عنه أن يتساءل هل يمكن تحت هذه السماء يعيش أناس يملأ قلوبهم البغض وتبعث بنفوسهم النزوات؟" ويكمل حديثه عن ذلك اليوم حيث تقابل أثناء مروره بالقناة بفتاة "الشخصية الثانية للرواية" تتكئ على إفريز الجسر تدقق النظر في ماء القناة المتعكر وهي تبكي.
أخذ كلا من الشخصيتين التحدث عن نفسه، حيث حكى الحالم عن كل شئ وفقا لمنظوره وفلسفته، حكى أيضا عن أمورا جرحته وأمورا أسعدته، حكى عن أمنيات وخيبات، وعلى الجانب الآخر حكت "هي" باندفاع عن تفاصيل حياتها، حكت الكثير والكثير وأفصحت عما لا تستطع الإفصاح عنه مع المقربين لها.
أصبحت كل تفاصيل حياتهما ككتاب مفتوح لكل منهما الآخر لا خجل ولا نفاق ولا تمثيل ولا كذب أو تحايل مقتنعين تمام الاقتناع أن كل هذا الإفصاح سوف يذهب مع الريح، سوف يندثر مع طيات الغربة والزمن.
مراجعه لكتاب الليالي البيضاء
الليالي البيضاءهي ليالي تتسم بالصفاء تتسمم بالوضوح والصدق تعبر عما بداخل الإنسان بصفاء ونقاء، فهي تكشف أن البوح بالأسرار والارتياح للأشخاص في الحديث ليس مقترن بالأصدقاء أو المعارف أو المقربون وليس بالأمر اليسير كما يعتقده البعض، أما الحديث مع الغرباء متعة وراحة وارتياح فلا قلق ولا خوف من البوح لأن كل ما سوف تبوح به سيكون وليد اللحظة وسوف ينتهي في اللحظة والهدف الذي يسعى اليه الطرف المستمع هو مساعدتك بدون مقابل.
مع أطيب التمنيات بالفائدة والمتعة, رواية الليالي البيضاء كتاب إلكتروني من قسم كتب روايات عربية وعالمية وأجنبية للكاتب