قواعد العشق الأربعون: تتناول الرواية حدثين متوازيين، حيث تمزج بين كلا من الشرق والغرب، وبين جهود كلا من الحاضر والماضي، والأربعين لقواعد الحب تتضمن روايتين مزيج بين الحاضر والماضي الأولى تتثمل في الزمن الراهن والذي تسرد فيه الكاتبة حكاية السيدة "إيلا" والتي تعمل كناقدة أدبية، حيث تعيش في جو أسري يغلب عليه طابع الملل والرتابة، أما الرواية الثانية تتطرق إلى العصور القديمة وبصفة تأكيدية في القرن الثالث عشر والتي تتناول لقاء كلا من جلال الدين الرومي مع توأمه شمس التبريزي، ونلاحظ اختيار الكاتبة للزمنين ليس جاء بمحض الصدفة، ولكن هناك تشابه كبير إلى حد ما بين الزمنيين، ففي الزمنيين تشيع حالة من الصراع الديني، نظرا لسوء فهم وتقدير للثقافات والأديان الأخرى، وانتشار جو من التعصب والغلو وهذا ما نطلق عليه "بالصدام الحضاري" الذي بدوره يقود إلى غياب الأمن والأمان وتفشي العنف والدموية، وغياب السلام الداخلي والخارجي الذي بحاجة إلى البحث عن الحب في المقام الأول.
تعرف على إليف شافاق
كاتبة وروائية من مواليد ستراسبورغ في عام 1971، لديها موهبة الكتابة بكلا من اللغة التركية واللغة الإنجليزية، نشأت مع والدتها نظرا لظروف الانفصال بين والديها، أكملت دراستها بالولايات المتحدة، تولت منصب أستاذ محاضر في جامعة أيرزونا، حصلت على العديد من الشهادات العلمية المرموقة حيث حصلت على درجة الماجستير في "الجندر والدراسات النسوية" كما حصلت على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة الشرق الأوسط للتقنية، لديها العديد من الأعمال الأدبية والروايات.
فكرة كتاب قواعد العشق الأربعون
تدور فكرة هذا العمل حول التطرق إلى كيفية التخلص من الآثار السلبية للمادة والتي قيدت الإنسان المعاصر وجعلته أسير لهذه المادة لتحقيق الرفاه المادي والذي أصبح غايته القصوى، فهذه الرواية تلمس كلا من تحليات الوجدان وأشواق الروح، حيث تقول "للحب وبالحب كُتبت قواعد العشق الأربعون، والقارئ للعنوان في وهلته الأولى يعتقد شيئا آخر غير الذي يقصده الكاتب فيعتقد مضمون الكتاب "قواعد في ماهية الحب" أو قواعد في العشق أو الجنس"، ولكن يقصد الكاتب من هذا العمل الإبحار في عالم الصفاء والنقاء الروحي، فهي عبارة عن طرائق وسبل للحب والحرية، ففي كل قاعدة من القواعد الأربعون تتضمن الدعوة لكلا من حب النفس وتحرير الذات.
من سطور كتاب قواعد العشق الأربعون
أخذ التبرزي يرتحل في الدنيا بدءا من سمرقند حتى انتهى به المطاف إلى بغداد، واستقر الأمر به في احدى المدن التركية حيث كان يبحث عن المحبة الإلاهية، وفي هذه الرحلة الممتعة تولدت قواعد العشق الأربعون والتي كانت عاملا أساسيا في تشكيل شخصية جلال الدين الرومي، ويختصر التبريزي هذا في مقولته"حياتك حافلة مليئة كاملة أو هكذا يخيل إليك حتى يظهر فيها شخص يجعلك تدرك ما كنت تفتقده طوال هذا الوقت مثل مرآة تعكس الغائب لا الحاضر تريك الفراغ في روحك الفراغ الذي كنت تقاوم رؤيته"، ومن هنا يبدأ الترابط والتواصل بين الروايتين.
حين تبدأ "إيلا" الزوجة التعيسة التي تبلغ من عمرها أربعون عاما، في العثور على هذا الفراغ الذي كان يتحدث عنه، حيث ثارت على حياتها الراتبة المملة والتي أشبه بالمياه الراكدة لا حياة فيها، وجاءت تلك الثورة بفضل قواعد العشق الأربعون، التي جعلتها بحرا متلاطم الأمواج هائج، جعلتها تعيد النظر في حياتها من جديد واستعادة حياتها وحريتها، حيث أصبحت عاشقة لزاهارا صاحب كتاب الكفر حلو والذي يتضمن ”شمس التبريزي“ و”جلال الرومي“ وقواعد العشق الأربعين، حيث كان زاهارا يعتنق المسيحية ثم اعتنق مذهب الصوفية الذي كان يعتنقه"شمس".
مع أطيب التمنيات بالفائدة والمتعة, رواية قواعد العشق الأربعون كتاب إلكتروني من قسم كتب روايات عربية وعالمية للكاتب