وصف كتاب التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور
التخلف الاجتماعي مدخل سيكولوجية الإنسان المقهور: عمل يتطرق إلى مشكلة التخلف من كافة زواياه فهو بمثابة دراسة تعالج قضية التخلف من أبعاد مختلفة، يتسلل إلى أعماق العوامل الرئيسية المسببة لهذه المشكلة حيث يعرض ويشرح بوضوح ملامح الشخصية المتخلفة، والتي هي ناتجة عن الظلم والقهر الذي يتعرض إليه الإنسان في حياته وعدم الاهتمام به، فهو يوضح جميع التفسيرات والتحليلات والظواهر التي يعيشها الإنسان.
مصطفى حجازي
أستاذ علم النقس والتحليل النفسي، من مواليد القاهرة وأصول لبنانية حصل على العديد من الشهادات العلمية والمراكز المرموقة، يعمل في مجال صناعة الفكر، حصل على دكتوراه الدولة في مجال علم النفس من جامعة ليون بفرنسا.
الهدف من كتاب التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور
يوضح الكاتب الهدف من عمله هذا هو عبارة عن بداية متواضعة أو خطوط عريضة للعمل على وضع علم نفس خاص بمجتمعنا العربي، فهو مجرد محاولة تهدف إلى فتح المجال لأبحاث ميدانية نفسية تطرق إلى فهم "الإنسان المتخلف" بكافة تفاصيله والعوامل المؤثرة فيه بنوعيتها وخصوصيتها لتكون بمثابة دليل شامل ومرتكز ميداني واقعي لعلم نفس التخلف.
يروي الكاتب انه عند اكتشافه الخصائص النفسية للإنسان التي وضعت في المناهج وتدرس في الجامعات والتي قام بوضعها علماء وأساتذة علم النفس بانها غير مفيدة وغير مجدية عند التعامل المباشر مع أفراد الدول النامية "أفراد العالم المتخلف" كما يطلق عليها الكاتب، نظرا للقصور الشديد التي يلاحقها، حيث أن دراسات الغرب للدول النامية ترتكز في مجملها على كلا من الجوانب الاجتماعية والاقتصادية فقط بهدف تطويرها، وتجاهلت الإنسان المتخلف في حد ذاته مبررة ذلك بأن الإنسان المتخلف سوف يتطور تدريجا وتلقائيا بتطور الصناعة والاقتصاد الأمر الذي كان له العديد من الآثار السلبية والتي تتمثل في الآتي:
إهدار الوقت والجهد.
إهدار الإمكانات المادية المتاحة.
الفشل الذريع للخطط المقتبسة لتقدم وازدهار العالم العربي، على الرغم من نجاحها في دول أخرى ولكن باختلاف الظروف.
حول كتاب التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور
تطرق الكاتب في كتابه إلى جزئين أو قسمين كل منهما يضم العديد من الموضعات المختلفة :
الملامح النفسية لوجود المتخلف
يرى الكاتب أن شخصية الإنسان المتخلف هي نتاج التأثر بالمجتمع الذي يعيش فيه ويتعايش معه، فالبنية المتخلفة للمجتمع بالإضافة إلى تواجد إنسان قاهر ظالم يسيطر على حياة الإنسان العربي بكافة تفاصيلها بمختلف مراحل عمره، فهذا الإنسان يعيش تحت قهر وسيطرة ديكتاتور ظالم، يتسم بالتخلف أيضا، يتحكم فيه بكافة معاني التحكم سواء تحكم صريح مثل العلاقة بين كلا من "رب العمل والفلاح" أو تحكم ضمني مثل العلاقة بين "الرجل وزوجته" أو علاقة"الأب بأبنائه"، ويفسرها الكاتب بأنها سيطرة اعتباطية لا مبرر ولا جدوى منها ينتج عنها انعدام في السيطرة.
مفهوم التخلف
تكثر وتتعدد المصطلحات التي تفسر مفهوم "التخلف" وذلك ينعكس بصورة مباشرة على الأبحاث التي ظهرت عقب الحرب العالمية الثانية في مجال التخلف، حيث يعتبر علماء الاقتصاد والصناعة من أول من بحث في مجال التخلف، الأمر الذي أدى إلى إضفاء كلا من الطابع الاقتصادي والصناعي عند تناول الموضوع، ونظرا لتأخر علماء النفس في تناول هذا الموضوع أدى إلى إهمال الطابع النفسي للشخصية المتخلفة والذي يعتبر محور المشكلة.
وفي النهاية يوضح الكاتب ويؤكد أن التخلف يتمثل في مستويات ودرجات متباينة، والشخصية المتخلفة بالضرورة نتاج المجتمع المتخلف الذي يعيش فيه، وأنه ليس لديه القدرة على تغيير مجرى حياته، وليس لديه القدرة أيضا للتحكم في رزقه ومصير نفسه نظرا لما يتعرض له من تسلط وقهر ومخاطر وقسوة الطبيعة
مع أطيب التمنيات بالفائدة والمتعة, كتاب التخلف الاجتماعي مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور كتاب إلكتروني من قسم كتب علم نفس واجتماع للكاتب