ميرسيا إلياد في الكتاب تطلع الي الانتهاء الكلي من المقارنة يوصي إلياد مؤرخ الأديان، إذ يدرس التعبيرات الدينية التي تعبر عن ثقافة من الثقافات، أن يتطرق إليها من الداخل، فلا يقتصر إذن على سياقها الاجتماعي الثقافي أو الاقتصادي أو السياسي. ويرى أن ذلك سيكون تسليطا للضوء على عدد كبير من الأوضاع التي لاعهد للإنسان الغربي بها، فإذا كان من الممكن تجاوز الإقليمية الثقافية المتقوقعة على ذاتها، فإنما يتم ذلك عبر هذا الفهم بالذات. فالظاهرة الدينية يمكن فهمها وتمييزها فقط، عندما تدرس كظاهرة دينية قائمة بذاتها. وإن محاولات فهم أو إدراك جوهر هذه الظاهرة بوسائل:الفيزيولوجيا أو السيكولوجيا أو السوسيولوجيا أو الاقتصاد أو اللغويات أو الفنون أو أية وسيلة أخرى، ستكون خاطئة، ذلك أنها ستفقد العنصر المتفرد الذي لايمكن إختزاله أو تقليصه، وهو العنصر المقدس] . من أجل التدليل على هذه الفكرة يسوق إلياد مثال “الأعمال الفنية، [فهي] مثل المعطيات الدينية تماما، تتميز بصيغة وجود خاص: إنها توجد على مستوى مرجعيتها الخاصة بها، وفي عالمها المخصوص، أما كون هذا العالم مختلفا عن العالم الطبيعي الذي يندرج الإختبار المباشر ضمنه، فأمر لايستتبع نزع طابع الواقعية عنها. فالعمل الفني لايكشف عن دلالته ومعناه إلا بمقدار إعتباره عملا إبداعيا قائما بذاته، أي بمقدار ما نسلم بصيغة وجوده – وهي صيغة وجود الإبداع الفني– دون أن نردَه أو نختزله إلى واحد من أبعاده التي يتكون منها. بذلك يبدو لي أن المعطى الديني يكشف عن دلالته ومعناه العميق عندما يؤخذ على صعيد مرجعيته الخاصة، لاعندما يرد أو يختزل إلى أحد أو جهة الثانوية، أو إلى أحد سياقاته]. ثم يستدرك الياد لاستكمال فكرته المنهجية: “لايعني بالطبع أنَ من الممكن فهم الظاهرة الدينية بمعزل عن تاريخها، أي بمعزل عن سياقها الثقافي والمجتمعي والاقتصادي.
مع أطيب التمنيات بالفائدة والمتعة, كتاب المقدس والعادي كتاب إلكتروني من قسم كتب كتب متنوعة للكاتب ميرسيا إلياد .بامكانك قراءته اونلاين او تحميله مجاناً على جهازك لتصفحه بدون اتصال بالانترنت , الملف من نوع PDF بامكانك تحميله و قراءته فورا , لا داعي لفك الضغط .
جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة لمؤلف الكتاب, لإجراء أي تعديل الرجاء الإتصال بنا.
القائمة البريدية