الحرية هى نقطة البدء وليست الحرية هى أن نجد ما نأكله (كما يعرفها بذلك الماديون أصحاب فلسفة المضمون الاجتماعى للحرية) فالحيوان يجد ما يأكله . وضمان الطعام لا يكفى ليجعل من الإنسان إنساناً .. فالإنسان حيوان حر يفكر لنفسه ، ويقرر لنفسه ، وقد يختار الجوع فيصوم ، وقد يختار الموت دفاعاً عن قضية فيموت .. وقد يتطوع فى حرب انتحارية يعلم أنه لن يعود بعدها لأنه قرر أن يقول : "لا" وفى هذة القدرة على أن يقول "لا" للظلم "لا" للباطل ، يكمن المعنى الوحيد لحريته يناقش الكاتب بكل هدوء مجموعة من القضايا الحاسمة فى مصير الإنسان. فيمزق الستار عن كافة الفلسفات التى وضعها العقل البشرى فى القرنين التاسع عشر والعشرين. ركز الدكتور مصطفى محمود حديثه على الفلسفة المادية لكنه تعداها إلى فلسفات الغرب أيضا. وعرض بعض آراء سارت وفرويد وماركس وباركيز. بدأ الفصل الأول بحديثه عن الحرية: الحرية هى نقطة البدء .. لكن ما هو تعريف الحرية؟ الحرية ليست هى أن نجد ما نأكله (كما يُعرفها الماديون أصحاب فلسفة المضمون الاجتماعى للحرية) الحرية هى القدرة على أن يقول الانسان “لا” للظلم, “لا” للباطل. وفى هذه القدرة يكمن المعنى الوحيد لحريته. الحرية هى روح الموقف الأخلاقى. وبدون الحرية فلا أخلاق، ولا إخلاص، ولا إبداع، ولا إتقان. وتأجيل الحرية بدعوى الوصاية على الشعب فى مرحلة انتقالية، هو قرار فى الوقت نفسه بتأجيل الصدق والأمانة والشجاعة الضرورية لقيام المجتمع السليم. والحرية عند أهل اليمين غير الحرية عند أهل اليسار. فالحرية فى النظام الرأسمالى هى أن تفعل ما تشاء, وتمتلك ما تريد، مادمت تدفع الضريبة وتملك الثمن. ولكن هذه الحرية سوف تتطور بشكل سلبي آليا لتصبح احتكارا يتحكم فى السلعة وفى السعر. وبالتالى سوف تسلب الآخرين حرياتهم وتستغلهم وتتحكم فى رقابهم. والحرية بهذا المعنى تناقض نفسها, فهى تقضى على حرية الآخرين, وفى النهاية تقضى على حرية صاحبها. فإذا جئنا إلى اليسار فإننا نجد الحرية بالمفهوم الماركسى هى حرية تغيير العالم وإعادة بنائه وفق خطة الحزب .. ففي البداية لابد من تحطيم رأس المال والعلاقات الرأسمالية التى تقوم على الاحتكار والاستغلال, وذلك بنزع ملكية المصنع والأرض ووسائل الإنتاج كافة ووسائل الإعلام, وإداراتها من جهة الحكومة لصالح الشعب العامل. وكمرحلة مؤقتة تتولى الطبقة العاملة بصفتها الطبقة صاحبة المصلحة إعلان الدكتاتورية, وحينما تنجز دكتاتورية العمال رسالتها وتقضى على الطبقة البرجوازية, وتحقق مجتمعًا لا طبقيًا، تنحل الدكتاتورية من تلقاء نفسها .. بل تنتهى الحكومة لأنه لن يعود لها داع وسيصبح الإنتاج من الكثرة والوفرة بحيث يأخذ كل واحد حسب حاجته, ويعمل كل واحد على حسب طاقته، فى مجتمع نموذجى تسود فيه الإنسانية وينتهى الطمع .. تلك كانت أحلام الماركسية..للمزيد قم بقراءة الكتاب.
مع أطيب التمنيات بالفائدة والمتعة, كتاب الماركسية والأسلام كتاب إلكتروني من قسم كتب فكر وثقافة للكاتب مصطفى محمود .بامكانك قراءته اونلاين او تحميله مجاناً على جهازك لتصفحه بدون اتصال بالانترنت , الملف من نوع PDF بامكانك تحميله و قراءته فورا , لا داعي لفك الضغط .
جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة لمؤلف الكتاب, لإجراء أي تعديل الرجاء الإتصال بنا.
القائمة البريدية